التحوّل في التطور الرقمي: مقابلة مع الأستاذ/ عامر حول تحول القطاع المصرفي في الشرق الأوسط
تشهد منطقة الشرق الأوسط حاليًا قفزة نوعية في العالم الرقمي بشكل ملحوظ، حيث تقود بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية هذه الجهود في تبني وتشكيل الموجة الرقمية العالمية، للحصول على رؤية قيّمة حول هذا التحول الرقمي. قامت شركة Efigence مؤخرًا بإجراء مقابلة استراتيجية مع الأستاذ/ عامر راجخان، الرئيس التنفيذي لشركة جيل. لتكشف هذه المقابلة على إستراتيجيات التطور الرقمي في المنطقة وكيف يستجيب قطاع البنوك بشكل استراتيجي لهذا التحول الرقمي.
التحول الرقمي في الشرق الأوسط: تحول له بصمة مختلفة
وفقًا للأستاذ عامر، يتميز التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في المملكة العربية السعودية، بالتزام مشترك بالتغيير. وبخلاف بعض المناطق التي يدفع فيها التبني الرقمي من قبل منظمات فردية، تهتم منطقة الشرق الأوسط بأكملها، عبر جميع القطاعات، بتبني التحول الرقمي بإخلاص واحتضانه بشكل كامل. وقد ألقى الأستاذ عامر الضوء على العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا الزخم، منها التعدد السكاني للشاب والمبادرات الحكومية الفعالة التي تيسر عملية التحول بسهولة. وقد لوحظ أيضًا تركيز المنطقة على توجيه الخدمات نحو العملاء، مع التأكيد على فهم احتياجات العملاء ومعالجة تحدياتهم من خلال الحلول الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع منطقة الشرق الأوسط بميزة وجود عبء منخفض نسبيًا من الأنظمة التقليدية، مما يسمح بالانتقال السريع إلى منصات التكنولوجيا الحديثة، مما يعزز من الابتكار والتوسع.
البنوك التقليدية وشركات التقنية المالية الناشئة: تعاون إستراتيجي
يرى الأستاذ/ عامر أن التعاون بين البنوك التقليدية وشركات التقنية المالية الناشئة ليس مجرد توجه حديث، بل هو تطور إستراتيجي يقوم بإعادة تشكيل القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط. كما تُعرف الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية بسرعتها وتركيزها المتخصص، وأنها تكمل البنية التحتية الواسعة والثقة المرتبطة بالبنوك التقليدية. يُوسّع هذا التعاون نطاق الخدمات المالية ويوفر للعملاء حلولًا مبسطة ومُصممة خصيصًا لهم وسهلة الوصول إليها.
تنمية ثقافة الابتكار في شركة جيل: لتكون في مقدمة تكنولوجيا البنوك
في شركة جيل، تعتبر تنمية وتطوير ثقافة الابتكار اجتهاد متعدد الأوجه من خلال تبني "نهج الشركات الناشئة"، حيث يُعاملون كل فكرة جديدة على أنها فرصة لدمج المرونة في عملياتهم والقدرة على التكيف مع التغييرات. بالإضافة إلى استخدام البحث والتطوير مع التجربة والنهج المنظم لتكون من جوانبهم الأساسية في إستراتيجيتهم للابتكار. كما أكد الأستاذ عامر على أهمية التعاون مع الجهات الخارجية والتفاعل مع خبراء القطاع لتحدي الافتراضات وتوسيع آفاق ورؤية الشركة. كذلك، نهجهم في الابتكار يركز على المرونة، التعاون، والشمولية بهدف البقاء في مقدمة التطوّر التكنولوجي مع الحفاظ على الثقة التي يتوقعها عملاؤهم.
مستقبل التمويل والمصرفية: احتضان "الخدمات المصرفية كخدمة" (BaaS)
يتوقع الأستاذ/ عامر أن "الخدمات المصرفية كخدمة" (BaaS) متوجهة لأن تكون المحور الذي سيعيد تعريف قطاع البنوك في الشرق الأوسط وبشكل عالمي. تشكل خدمة BaaS عالماً بحيث تُدمج وظائف البنك بسلاسة في مختلف الأنشطة التجارية، مما يجعل خدمات البنوك متاحة وموجهة نحو المستخدم. بينما تواجه تحديات مثل التعاون وأمان البيانات وامتثال التنظيمات، إلا أن الفوائد المتوقعة لتعزيز الشمول المالي وتحفيز الابتكار تجعل السعي وراء BaaS يستحق الجهد. يعتبر هذا التحول سيعيد تشكيل قطاع البنوك، مما يخلق نظامًا ماليًا ديناميكياً وشاملًا وموجهًا نحو العملاء.
التزام جيل بتحقيق الشمول المالي: تمكين المجتمعات
الشمول المالي هو مهمة أساسية في جيل، وهو ما يدفع كل جانب من جوانب مبادراتهم واستراتيجياتهم. يستفيدون من التكنولوجيا لإنشاء حلول مخصصة للأفراد الذين استبعدوا تقليديًا من نظام البنوك. العمليات المبسطة وبرامج التمويل والشراكات مع المجتمعات المحلية والجمعيات غير الحكومية تعتبر جزءًا أساسيًا من نهجهم. التزام "جيل" بالشمول المالي ثابت ومستدام، ولديهم رؤية تتطلع إلى مستقبل يمكن كل فرد من الوصول إلى مجموعة متكاملة من الخدمات المالية.
توازن متكامل: تلبية الاحتياجات المحلية ومتابعة التوجهات العالمية في مجال البنوك
يقدم عامر رؤية قيمة حول كيفية التوازن بين تلبية الاحتياجات المحلية والتأقلم مع التوجهات العالمية. كما شدد على أهمية التعاون الميداني، والاستفادة من المهارات الدولية، وإمكانية إعادة الاستخدام، وتوسيع الابتكارات، مراقبة العملاء، والعثور على التوازن بين التكنولوجيا والتدخل الإنساني. الأمور الأساسية تكمن في مزج الرؤية المحلية والعالمية بعناية، والتأقلم مع احتياجات المجتمع المحلي بينما نتكيف مع التوجهات العالمية لتتناسب مع السوق المحلي.
الاستنتاج
تركز وجهة نظر الأستاذ/ عامر على كيفية أن الشرق الأوسط لا يقتصر على استقبال الموجة الرقمية وإنما يقوم بتعريفها أيضًا. الالتزام المشترك في المنطقة بالتحول الرقمي، والتعاون بين البنوك التقليدية وشركات التقنية المالية الناشئة، والتركيز على الابتكار والشمول المالي هي العوامل التي تدفع تطور قطاع البنوك في الشرق الأوسط. النهج الابتكاري لشركة جيل والالتزام الثابت بالشمولية تشكلان محوراً أساسياً لوضع بصمة مختلفة في المنطقة ليكون في مقدمة العالم الذي يتابع التوجهات الحديثة في التغيير.
تابعوا قناتنا الإعلامية للبقاء على اطلاع على أحدث التطورات.